عزيزي المواطن!
إن هذه المرحلة حساسة وتاريخية وبخاصة إنها تحمل مئات الرسائل والإشارات الواضحة للتغيرات المحتملة في الخريطة السياسية والسياقات الجيوسياسية للشرق الأوسط، بلا شك أنّ لها تأثير جوهري ومباشر على الموقع السياسي المستقبلي لكوردستان، وبالتالي هناك مجموعة من الاسئلة المصيرية التي تواجه الكوردستانيين جميعاً وفي أجزاء كردستان كلها وفي الشتات. ومن النتائج الإيجابية لهذا الوضع التاريخي، بالطبع، تزايد المطالبات بالوحدة الكردية من القوى الكردستانية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. ولكن للاسف نادراً ما تتم مناقشته في هذه المرحلة التاريخية بالذات، حيث هناك ارتباك في الخطاب السياسي في هذا الوقت الحساس. والسؤال الأساسي هو، على أي استراتيجية وطنية وفي سياق أي خطاب وطني يمكننا أن نجتمع معا حتى نتمكن من التغلب على آلام قرن من الدمار، ويكون لنا دور فاعل في التغيير القادم ومكانة سياسية وتأمين هوية قوية لكوردستان؟. ولهذا السبب وقعت على هذه الدعوة لأكون صوتاً في عملية وحدة الخطاب، والتي حسب اعتقادي، على الكردستاني أن يتحمل سمتين مصيريتين.
أولاً:
أولاً يجب أن أعترف بأن كردستان وطن محتل، وإني أرى أن الكردستاني الذي يوقع على النداء، يرى أن كردستان بشكل عام (مع مراعاة خصائص كل جزء) ككيان سياسي وجغرافي ضمن النظام السياسي والقانوني الحالي للدول الحاكمة والمحتلة مثل إيران والعراق، سوريا وتركيا، تدار كمستعمرة تاريخياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً ولغوياً. وفي إطار هذه الأنظمة المحتلة، لا يحق لشعب كردستان في مدنه وقراه التعبير عن حقوقه الأساسية بطريقة مؤسساتية وقانونية. على سبيل المثال، في العراق، وعلى الرغم من حقوقي الدستورية الواضحة ككردي، فإن الحكومة المحتلة المركزية والميليشيات التابعة لإيران وبشكل مستمر في السنوات الماضية تشن هجمات على إقليم كردستان بهدف المزيد من التعدي على حقوقي الدستورية، بينما يتمتع هذه الأجهزة القمعية على المزيد من الحصانة والامتيازات ولهذا يومًا بعد يوم يزيد الخناق علي. في سوريا، وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على ترسيخ الممارسة الاستعمارية، بعد الإطاحة بنظام الأسد، فإن آمال الحل لنا نحن الكرد لا تزال غامضة وغير واضحة. في إيران وتركيا، للأكراد الحق في الوجود كمخلوق فولكلوري في منطقة خاصة، على الرغم من أن هذا الوجود الفولكلوري يتعرض أحيانًا للهجوم والقمع من قبل الدولة الاستعمارية المحتلة ومن الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى العنف الجسدي اليومي الذي تستخدمه الدول الاستعمارية ضد الشعب الكردي، فإن آلة التغيير الديمغرافي وصهر الكرد والحرب الناعمة للدول الحاكمة ضد الشعب الكردي كانت دائماً مترافقة مع الابادة اللغوية والثقافية. وبهذا التوقيع أقول إن كردستان أمة وتاريخ وهوية وأرض ومستوطنة استعمرتها أربع دول مهيمنة.
ثانياً:
يجب أن يكون واضحاً بالنسبة لي أن السيادة السياسية والوطنية هي السبيل الوحيد للخلاص، وككوردستاني، كثيرا ما أسأل نفسي لماذا ولأي سبب، بعد عشر سنوات من النضال والمقاومة المتواصلة، وتضحية الآلاف من أبناء شعبي، وهجرة الآلاف من المواطنين، وعشرات الانتفاضات الجماهيرية على المستوى القومي الرفيع، وكل هذه التضحيات والنضالات التي قدمها الآلاف من المناضلين السياسيين والمدنيين، وحتى الآن، لم يتمكن الكرد من تحقيق الحد الأدنى من الحقوق السياسية والمدنية والثقافية، كأنه مفروض علي الاستمرار في الدوران ضمن دائرة تاريخية مغلقة، كثيرا ما سألت نفسي ما هو الحل وماذا يجب أن أفعل وكيف أفكر من أجل تحرير نفسي من الوضع الاستعماري والعيش بحرية؟ وبهذا التوقيع فإنني أدعو إخوتي المواطنين، وبلغة بسيطة، بعيداً عن أي نقاش فكري وأكاديمي، أن الركيزة الأساسية لخطاب التحرر الوطني بالنسبة لي هي ضمان السيادة السياسية. وهذه السيادة السياسية، الوطنية تمر بمرحلة صعبة لا رجعة فيها، لن تتحقق إلا بإقامة دولة كردستان.